
تجربتي الخاصه
قبل دخولي عالم المسرح الجامعي كانت الفكره العامه عن هذا العالم هي فكره يصحبها الملل و تصور خاص للمسرح الجامعي بالعقم و عدم التجديد او التماشي مع المجتمع و العصر الحالي بتطوراته و مشاكله التي تختلف حتما عن المسرح الكلاسيكي الذي اراه دوما في منظومه المسرح الجامعي و التي ان عالجت مشاكل انسانيه فهي تعالجها من المنظور الغربي فقط ..
و انضممت الي المسرح و شعرت بلذه و متعة العمل المسرحي في التمثيل و الموسيقي و الي غير ذلك و لكن فلسفتي في هذا الامر و ان تفتحت قليلا و لكن لا تزال راسخه في هذا الشأن .. حيث ان الفن الكلاسيكي الغربي رغم روعته الا انه لا يجذب الا عدد محدود من المواطنين في مصر و القضايا التي يطرحها لا تهم المتلقي المصري بشكل خاص .. فما الذي قد يستفيده شاب مصري يكدح في حياته من مشاهده عمل فني يناقش قضيه غربيه و يعرض قصه بأسماء انجليزيه و يونانيه و الي غير ذلك من التغريب في طرح القضايا .. و لا يزال صدي سخريه بعض اصدقائي من عروض المسرح الجامعي يرن في أذني .. فأنا لا أنظر للأمر من زاويه – انهم لا يفقهون شيئا عن الفن ... في رأيي الخاص أن قمة النجاح .. هي اجبار من لا يتابع المسرح علي متابعته .. و انجذابه لما نقدمه و استمتاعه بذلك ..ليس بالاعلانات ولا الكلمات .. و انما بالعروض التي تلمس شيئا داخل هذا الرجل .. و هذا الشاب... و هذه الفتاه .. هؤلاء المصريون ..
لما نقدم نصوصا غربيه ؟!
لا جدال علي روعة المسرح الاروبي و لا ضرر من الاستفاده من هذا العالم الرائع .. و لكن لو تعمقنا في رؤيه هذا الامر لوجدنا ان كل مسرحي اوروبي لم يفقد هويته ايا كان ما قدمه .. و لم يتجه الي نصوص اجنبيه الا اذا كان يتملك رؤيه خاصه تتيح له ان يصبغها بهويته الاصليه بحيث لا يشعر المتلقون بأجنبيه ما يقدمه هذا المسرحي ..
ان الاتقان الذي نحرص عليه في تقديم الاعمال الغربيه يصحبه تساءل هام .. الي من نعرض هذا العمل ؟!!
هل نعرض هذا العمل للاوروبيين ؟... و هل نستطيع نحن المصريون و العرب ان نقدم هذه النصوص بأفضل من اصحابها الاصليين ؟.. و الي من نقدمها اصلا ؟!..
و هل سيهتم الجمهور المصري بقضايا اوروبيه من العصور الوسطي .. و هل ستضيف لحياتهم شيئا او ستمس وجدانهم في شيء ؟!!
ان اجابه هذه الاسئله باجابات مقنعه أمر عسير .. لأن قارة اوربا نفسها كانت تعج بالجهل و التخلف في عصور ازدهار الحضاره العربيه .. هذه الحضاره التي لا يعترف بها المسرحيون العرب .. و يفضلون اللجوء الي النصوص الاوربيه و عرض القضايا التي لا تهم المتلقي العربي في شيء ..رغم ان تراثنا العربي لو تم استثماره مسرحيا فأنا أثق تمام الثقه من ظهور ثوره في المسرح العربي تشتمل علي قصص اسطوريه يمكن توظيفها مسرحيا لانتاج اعمال رائعه ..و هناك نماذج من ذلك .. مثل رأس المملوك جابر .. و علي الزيبق ..مأساة جميلة ... الخ
من سيعبر عنا !
ان الفن و ان كان لغه خطاب للعاطفه و الوجدان .. فأنه ايضا لغة هوية و كيان .. فالكيان العربي يعد من اهم و اعظم التواريخ الحضاريه و الذي يمتليء بالحكايات و الاساطير التي لا تنتهي .. و كم من الفنون العربيه المندثره يمكن استرجاعها لو فقط فكرنا للحظه في الحفاظ علي هذه الهويه العظيمه ..من سيعبر عن الهويه العربيه و مشاكلها سوي العرب .. هل سننتظر حين يحن علينا فنانو اوروبا و يعرضو قضايانا في مسرحياتهم ؟!... لماذا نتجاهل نصوص المسرح العربيه .. و ان كانت ضعيفه فنيا .. لما لا نشجع من يرغب في اثراء المسرح العربي بهويته العربيه .. والمصريه .... ان مشاكل المجتمع المصري لا تعد و لا تحصي و ان الفن الحقيقي هو الذي يجعل المتلقي يشعر بأنه هو من يقف علي المسرح و هو من يتحدث .. و كلما تقربنا اكثر من مشاكل هذا المجتمع كلما وجدنا وجبات دسمه من الافكار المسرحيه التي تستحق التقديم و التي ستجد حتما من يهرع لمشاهدتها بلا تردد. .. ان المسرح الجامعي من اكبر مميزاته هو جديته في طرح القضايا و بعده بشكل كبير عن الابتذال .. مثلما يحدث غالبا في مسرح المحترفين .. حيث الضحك ولا شيء سوي الضحك .. و قلما تجد عملا حقيقيا مصريا يطرح قضيه مصريه الهويه .. و لذا فأنا اشعر بالحيره من الانغماس التام في المسرح الغربي من اغلب العاملين في المسرح الجامعي .. و كأن لزاما علينا ان نتطرق الي هذه النصوص لمجرد شكليات المسرح الجامعي .. و ما خلاف ذلك هو ابتذال ..
استنساخ المهرجان الجامعي
في كل عام يذهب المشاهد الي مهرجان المسرح الجامعي ليشاهد عروضا مسرحيه .. و لكنه يكتشف انه لا يزال يشاهد نفس العروض التي سبق و ان شاهدها من قبل ... فما تفسير ذلك ؟!..
ما الفائده التي تعود علي المشاهد العادي جدا الذي لا يفقه كل دهاليز و فلسفه المسرح و الرؤيه الاخراجيه و كل ما ينشده ان يري عملا فنيا جديدا يجذبه للمتابعه .. !
اننا كمسرحيين ندرك جيدا الفروق بين المدارس الاخراجيه المختلفه و الاعدادات النصيه لكل عرض .. و ندرك كيف يمكن عرض اي نص بعده طرق مختلفه و لكن هذه النقاط و الأمور .. ندركها نحن بحكم كوننا نعمل في الحقل المسرحي .. فما ذنب المتلقي في هذا !.. و لماذا يجبر علي مشاهده نفس القصه التي شاهدها من قبل ؟!
هذه التساؤلات انما هي من افواه اناس عاديين ليس من المطلوب منهم ان يكونوا علي قدر عال من الثقافه لأن المسرح ليس موجها نحو المثقفين وحدهم انما هو موجه لكل من يحب الفن .. و ليس مطلوبا من كل متلقي ان يكون قد قرأ كل مسرحيات شكسبير و دورينمات و جورين .. أو استمع الي موسيقي موزارت و شوبين و باخ بل من حق كل متلقي ان يشاهد عملا مسرحيا يحترم عقليته و يلمس انسانيته و واقع مجتمعه ..
من حقه ان يصاب بالملل من مشاهده نفس النصوص كل عام .. مع اختلاف الممثلين و المخرج .. فهو ليس طالبا محتوما عليه ان يذاكر هذه العروض ..
دفن الابداعات
قلما أري ابداعا شخصيا ..يظهر من بين جنبات المسرح الجامعي .. حيث انه صرح كبير يمكن من خلاله انتاج عروض كامله بابداعات مصريه خالصه دون اللجوء الدائم الي التغريب بسبب أو بدون سبب .. و قد عاصرت محاوله شخصيه مني انا و زميل اخر لعمل عرض بابداع شخصي كامل من كل عناصر العمل المسرحي و كان ذلك في مهرجان تجريبي و لكن تم القضاء علي الفكره بحجه انه لا يوجد وقت !!
لا أعرف السبب الرئيسي وراء الرفض الدائم لأي ابداعات نابعه من هذا الوسط .. و هل افلسنا مسرحيا .!.. و خاصه في مجال التأليف المسرحي .. فهذا المجتمع الذي نعيشه بكل مشاكله يعد ماده خصبه جدا للعديد من الاعمال و الافكار التي لا تعد و لا تحصي .. و لكني في كل عام اري نفس العروض و نفس النصوص و ان جد جديد فهو ايضا و حتما و لابد ان يكون نصا عالميا ..
و سأجلس هنا في انتظار أن تتغير المنظومه ..
أو أتغير انا و خلاص
قبل دخولي عالم المسرح الجامعي كانت الفكره العامه عن هذا العالم هي فكره يصحبها الملل و تصور خاص للمسرح الجامعي بالعقم و عدم التجديد او التماشي مع المجتمع و العصر الحالي بتطوراته و مشاكله التي تختلف حتما عن المسرح الكلاسيكي الذي اراه دوما في منظومه المسرح الجامعي و التي ان عالجت مشاكل انسانيه فهي تعالجها من المنظور الغربي فقط ..
و انضممت الي المسرح و شعرت بلذه و متعة العمل المسرحي في التمثيل و الموسيقي و الي غير ذلك و لكن فلسفتي في هذا الامر و ان تفتحت قليلا و لكن لا تزال راسخه في هذا الشأن .. حيث ان الفن الكلاسيكي الغربي رغم روعته الا انه لا يجذب الا عدد محدود من المواطنين في مصر و القضايا التي يطرحها لا تهم المتلقي المصري بشكل خاص .. فما الذي قد يستفيده شاب مصري يكدح في حياته من مشاهده عمل فني يناقش قضيه غربيه و يعرض قصه بأسماء انجليزيه و يونانيه و الي غير ذلك من التغريب في طرح القضايا .. و لا يزال صدي سخريه بعض اصدقائي من عروض المسرح الجامعي يرن في أذني .. فأنا لا أنظر للأمر من زاويه – انهم لا يفقهون شيئا عن الفن ... في رأيي الخاص أن قمة النجاح .. هي اجبار من لا يتابع المسرح علي متابعته .. و انجذابه لما نقدمه و استمتاعه بذلك ..ليس بالاعلانات ولا الكلمات .. و انما بالعروض التي تلمس شيئا داخل هذا الرجل .. و هذا الشاب... و هذه الفتاه .. هؤلاء المصريون ..
لما نقدم نصوصا غربيه ؟!
لا جدال علي روعة المسرح الاروبي و لا ضرر من الاستفاده من هذا العالم الرائع .. و لكن لو تعمقنا في رؤيه هذا الامر لوجدنا ان كل مسرحي اوروبي لم يفقد هويته ايا كان ما قدمه .. و لم يتجه الي نصوص اجنبيه الا اذا كان يتملك رؤيه خاصه تتيح له ان يصبغها بهويته الاصليه بحيث لا يشعر المتلقون بأجنبيه ما يقدمه هذا المسرحي ..
ان الاتقان الذي نحرص عليه في تقديم الاعمال الغربيه يصحبه تساءل هام .. الي من نعرض هذا العمل ؟!!
هل نعرض هذا العمل للاوروبيين ؟... و هل نستطيع نحن المصريون و العرب ان نقدم هذه النصوص بأفضل من اصحابها الاصليين ؟.. و الي من نقدمها اصلا ؟!..
و هل سيهتم الجمهور المصري بقضايا اوروبيه من العصور الوسطي .. و هل ستضيف لحياتهم شيئا او ستمس وجدانهم في شيء ؟!!
ان اجابه هذه الاسئله باجابات مقنعه أمر عسير .. لأن قارة اوربا نفسها كانت تعج بالجهل و التخلف في عصور ازدهار الحضاره العربيه .. هذه الحضاره التي لا يعترف بها المسرحيون العرب .. و يفضلون اللجوء الي النصوص الاوربيه و عرض القضايا التي لا تهم المتلقي العربي في شيء ..رغم ان تراثنا العربي لو تم استثماره مسرحيا فأنا أثق تمام الثقه من ظهور ثوره في المسرح العربي تشتمل علي قصص اسطوريه يمكن توظيفها مسرحيا لانتاج اعمال رائعه ..و هناك نماذج من ذلك .. مثل رأس المملوك جابر .. و علي الزيبق ..مأساة جميلة ... الخ
من سيعبر عنا !
ان الفن و ان كان لغه خطاب للعاطفه و الوجدان .. فأنه ايضا لغة هوية و كيان .. فالكيان العربي يعد من اهم و اعظم التواريخ الحضاريه و الذي يمتليء بالحكايات و الاساطير التي لا تنتهي .. و كم من الفنون العربيه المندثره يمكن استرجاعها لو فقط فكرنا للحظه في الحفاظ علي هذه الهويه العظيمه ..من سيعبر عن الهويه العربيه و مشاكلها سوي العرب .. هل سننتظر حين يحن علينا فنانو اوروبا و يعرضو قضايانا في مسرحياتهم ؟!... لماذا نتجاهل نصوص المسرح العربيه .. و ان كانت ضعيفه فنيا .. لما لا نشجع من يرغب في اثراء المسرح العربي بهويته العربيه .. والمصريه .... ان مشاكل المجتمع المصري لا تعد و لا تحصي و ان الفن الحقيقي هو الذي يجعل المتلقي يشعر بأنه هو من يقف علي المسرح و هو من يتحدث .. و كلما تقربنا اكثر من مشاكل هذا المجتمع كلما وجدنا وجبات دسمه من الافكار المسرحيه التي تستحق التقديم و التي ستجد حتما من يهرع لمشاهدتها بلا تردد. .. ان المسرح الجامعي من اكبر مميزاته هو جديته في طرح القضايا و بعده بشكل كبير عن الابتذال .. مثلما يحدث غالبا في مسرح المحترفين .. حيث الضحك ولا شيء سوي الضحك .. و قلما تجد عملا حقيقيا مصريا يطرح قضيه مصريه الهويه .. و لذا فأنا اشعر بالحيره من الانغماس التام في المسرح الغربي من اغلب العاملين في المسرح الجامعي .. و كأن لزاما علينا ان نتطرق الي هذه النصوص لمجرد شكليات المسرح الجامعي .. و ما خلاف ذلك هو ابتذال ..
استنساخ المهرجان الجامعي
في كل عام يذهب المشاهد الي مهرجان المسرح الجامعي ليشاهد عروضا مسرحيه .. و لكنه يكتشف انه لا يزال يشاهد نفس العروض التي سبق و ان شاهدها من قبل ... فما تفسير ذلك ؟!..
ما الفائده التي تعود علي المشاهد العادي جدا الذي لا يفقه كل دهاليز و فلسفه المسرح و الرؤيه الاخراجيه و كل ما ينشده ان يري عملا فنيا جديدا يجذبه للمتابعه .. !
اننا كمسرحيين ندرك جيدا الفروق بين المدارس الاخراجيه المختلفه و الاعدادات النصيه لكل عرض .. و ندرك كيف يمكن عرض اي نص بعده طرق مختلفه و لكن هذه النقاط و الأمور .. ندركها نحن بحكم كوننا نعمل في الحقل المسرحي .. فما ذنب المتلقي في هذا !.. و لماذا يجبر علي مشاهده نفس القصه التي شاهدها من قبل ؟!
هذه التساؤلات انما هي من افواه اناس عاديين ليس من المطلوب منهم ان يكونوا علي قدر عال من الثقافه لأن المسرح ليس موجها نحو المثقفين وحدهم انما هو موجه لكل من يحب الفن .. و ليس مطلوبا من كل متلقي ان يكون قد قرأ كل مسرحيات شكسبير و دورينمات و جورين .. أو استمع الي موسيقي موزارت و شوبين و باخ بل من حق كل متلقي ان يشاهد عملا مسرحيا يحترم عقليته و يلمس انسانيته و واقع مجتمعه ..
من حقه ان يصاب بالملل من مشاهده نفس النصوص كل عام .. مع اختلاف الممثلين و المخرج .. فهو ليس طالبا محتوما عليه ان يذاكر هذه العروض ..
دفن الابداعات
قلما أري ابداعا شخصيا ..يظهر من بين جنبات المسرح الجامعي .. حيث انه صرح كبير يمكن من خلاله انتاج عروض كامله بابداعات مصريه خالصه دون اللجوء الدائم الي التغريب بسبب أو بدون سبب .. و قد عاصرت محاوله شخصيه مني انا و زميل اخر لعمل عرض بابداع شخصي كامل من كل عناصر العمل المسرحي و كان ذلك في مهرجان تجريبي و لكن تم القضاء علي الفكره بحجه انه لا يوجد وقت !!
لا أعرف السبب الرئيسي وراء الرفض الدائم لأي ابداعات نابعه من هذا الوسط .. و هل افلسنا مسرحيا .!.. و خاصه في مجال التأليف المسرحي .. فهذا المجتمع الذي نعيشه بكل مشاكله يعد ماده خصبه جدا للعديد من الاعمال و الافكار التي لا تعد و لا تحصي .. و لكني في كل عام اري نفس العروض و نفس النصوص و ان جد جديد فهو ايضا و حتما و لابد ان يكون نصا عالميا ..
و سأجلس هنا في انتظار أن تتغير المنظومه ..
أو أتغير انا و خلاص
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق